وفي البلد الظلماء يفتقد الدوري


فعلا من لا يعرفك يجهلك, وهكذا كنا نتعامل مع مسابقات الدوري اليمني, ونقلل من مستواها, وعشوائية إدارتها في كل المواسم.
وبعد توقفه لجولتين, اكتشفنا قيمة هذا الدوري, ويبدو أننا سنرفع لافتات أسف, ونعلن بكل ثقة افتقادنا له في بلدة ظلماء.
قبل أسبوعين, تابعت مباراة الصقر والتلال في تعز, ولأننا متعودون في الغالب على متابعة مباريات الدوري الانجليزي والأسباني الساخنة على مدار 90 دقيقة وتزيد, شعرت بأنني أشاهد لقاء يجمع لاعبين ستينيين, لا تمريرة مكتملة, والكرة تبدو كأنها مصنوعة من الحديد الصلب, يركلها اللاعب فتلتوي قدمه إلى الخلف.
واليوم, وبعد مصير مجهول وتوقعات بعدم إكمال مسيرته المبكرة هذا العام, تراجعت عن قناعاتي وتمنيت أن يستمر الدوري بكل علاته. يركض اللاعبون لدقائق أو ينامون في أرضية الملعب, المهم أن يعودوا فقد اشتقنا لهم.
<<<
جميعنا معشر الشامتين من ما كنا نسميه “دوري العيسي” قد ننظم وقفات احتجاجية أمام مبنى الاتحاد من أجل إعادته. لا يوجد ما يستدعي التأجيل فالحياة مستمرة, وكرة القدم تدور في أكثر بلدان العالم اضطرابا, الدوري السوري يقام بنظام تجمعات, والدوري العراقي يشهد تنافسا ساخنا وكأنهم يعيشون في سلطنة عمان الآمنة وليس موطن داعش.
على اتحاد الكرة أن يتصرف, وكما يقول أنه لم يتبقَّ سوى سبع جولات, فعليه أن يتم جميله بعد أن أوفى بعهد الانطلاقة المبكرة, ويعلن استنئاف الدروي بالطريقة التي يحب, سواء بنظام التجمعات أو حتى نقل البطولة إلى سقطرى, وعلى ملاعب ترابية.
من يعوض أندية فقيرة تستلف لتدفع مقابل أجور وتغذية لاعبين لا يلعبون. من يعوض بائع “العتر” و”الزعقة” الذي ينافس سوق البورصة أيام الجمعة والسبت على مدرجات ملعب الصقر أو الظرافي, ومن الأخير, من يعوّض أربع صفحات في “ماتش” كنا نسترخي طيلة أيام الأسبوع واثقين أن هناك مسابقة أسبوعية ستقوم بتغطيتها.
<<<
الاتحادات الرياضية الكسيحة والنائمة التي لا تقيم أية بطولات خلال العام, أجبرتنا على الاعتراف أن اتحاد الكرة هو الوحيد الذي يحافظ على وجود رياضة في هذا البلد المحاصر بكل قبيح. ومع توقف دوري الأولى لجولتين, اكتشفنا أننا دخلنا في “فراغ رياضي” لا يقل فداحة عن الفراغ الدستوري الذي تعيشه البلد منذ الخميس الفائت.
[email protected]
رئيس تحرير صحيفة ماتش


الرياضي نت
https://alriadi.com

رابط المقال
https://alriadi.com/articles-653.html


تمت طباعة المقال بتاريخ 2024-03-28 07:03:38