تأسس في 22 مايو 2012م
لاموري في زوري
2018-06-14 | منذ 6 سنة    قراءة: 1628
 بشير سنان
بشير سنان

 

خسر المنتخب السعودي مباراة الافتتاح في مونديال كأس العالم بنتيجة قاسية قوامها خمسة أهداف نظيفة كانت مرشحة للزيادة لولا سوء الطالع الروسي، في نتيجة هي الثانية كما من حيث عدد الأهداف في المواجهات الافتتاحية.

 

يردد المصريون كثيرا الجملة الشهير للمثل رامز جلال "لاموري في زوري" التي يتقمص فيها الأخير دور المدير الفني هكتور كوبر في برنامجه رامز تحت الصفر، وحسب رامز فإن الجملة تعني المنتخب في ذمتي بلغة كوبر!

 

"لاموري في زوري" المنتخب السعودي في ذمة تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة، الذي وللأمانة المهنية قدم مالم يقدمه مسؤول لمنتخب في تاريخ الكرة السعودية، بعد عراب الكرة الراحل فيصل بن فهد، لكن ماذا حدث؟

 

المال وحده لا يصنع المستحيل، يا معالي المستشار، والحماس المفرط لا يغير واقع الحال، وواقع الحال يقول أن الكرة العربية ومنها كرة القدم السعودية، لا زالت تحتاج العمل الكثير والكثير، لتواكب نظيرتها الأوروبية، واللاتينية، وحتى العربية الأفريقية منها.

 

عن تجربة عمل خضتها في أروقة الاتحاد السعودي لكرة القدم كان من السهل جدا قراءة المشاركة المونديالية للصقور الخضر بعد أكثر من 100 إقالة واستقالة للعديد من أعضاء مجلس الإدارة، والموظفين، ورؤساء اللجان، وحتى المدربين في فترة أقل من عام.

 

من المسلمات في كرة القدم أن الاستقرار الفني والإداري ركيزة أساسية لتطور المستويات الفنية لأي منتخب وطني، لكن عاصفة من الإقالات في طليعتها إنهاء خدمات الداهية الهولندي مارفيك كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.

 

صعد مارفيك بالأخضر "المتهالك" في التصفيات بالحظ، والتكتيك معا، على أمل أن يتم تدارك ما فات خلال مرحلة الإقصائيات لاحقا، والوقت كاف جدا لتدارك ذلك، بيد أن سفينة صناع القرار أبحرت صوب الدفة التي لا يحبذها مارفيك، وانتهى ربيع الود بين الطرفين برحيل الهولندي، والمجيء بالأرجنتيني باوزا الذي أقيل قبل أن يبدأ أيضا.

 

ركن آل الشيخ إلى تغريدات "أبطال الديجتال" من زملاء الحرف الرياضي في المملكة، بالتهليل والتكبير لكل صغيرة وكبيرة يقوم بها الرجل، حتى أن أحدهم وعلى قناة تلفزيونية حلف الأيمان المغلظة أن الأخضر السعودي سيذهب للأدوار الاقصائية في المونديال وربما أبعد من ذلك.

 

ضحك زملاء الحرف الرياضي في المملكة على رئيس الهيئة العامة للرياضة بشعار القوة القوة لا بارك الله بالضعف، وهو شعار حربي لا مكان له في الرياضة، التي تحتاج عملا استراتيجيا، وخطة مزمنة للتطوير، تبدأ من المراحل السنية للأندية، والاهتمام بالفئات العمرية، ومن ثم صناعة دوري كرة قدم بجودة عالية، تنعكس على المنتخبات الوطنية.

 

غامر رئيس الهيئة العامة للرياضة بإرسال أفضل اللاعبين لتجربة احترافية "فاشلة" في الليجا الاسبانية، لم يدحرج فيها اللاعبون كرة القدم إلا في دقائق معدودة لا تكاد تذكر، وخرج اللاعبون من مولد الليجا بلا حمص، وهو ما بدى واضحا خلال مباراة الافتتاح.

 

الفكرة من ناحية المضمون ممتازة جدا، لكن التنفيذ كان سيئا، التوقيت، والكيفية التي صدر بها اللاعبون لملاعب الليجا تحتاج دراسة شاملة، يعدها خبراء ومتخصصون في مجال كرة القدم، وعلى مراحل تدريجية يمكن أن تؤتي أوكلها في نهاية المطاف.

 

فنيا، فإن الخسارة بالخمسة يمكن لأهل الاختصاص الحديث عنها، مع أنه -ومن وجهة نظر شخصية- لا أمل يرجى تداركه في بقية المباريات، بيد أن الأمنيات بأن يتجاوز نجوم الأخضر الخسارة الافتتاحية القاسية أمام رفقاء سواريز وكافاني، في اللقاء القادم.

 

المشانق جاهزة، ويحاول البعض توجيه تلك المشانق صوب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عزت، بيد أن الأمانة المهنية تقتضي الحديث عن الرجل الذي قدم الكثير والكثير للكرة السعودية في أقل من عام ونصف إداريا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحمل الرجل وحده مسؤولية النتيجة الكبيرة أمام الروس.

 

عزت رجل إداري من الطراز الأول، خبرته عن قرب، يعمل ليل نهار دون كلل أو ملل، لكن كما قلت مسبقا، بأن النتائج لا تأتي في ليلة وضحاها، ولا بد للرجل أن يكمل المسيرة، مع منحه صلاحيات كاملة لا يقف فرمانها عند حدود أسوار الهيئة العامة للرياضة، وللحديث بقية.

 

 

 

 

 

 

 



مقالات أخرى للكاتب

  • مشكلتهم مع ميسي !
  • هل منتخب إيران مزور للأعمار ؟
  • السوبر الأوروبي ..

  • التعليقات

    إضافة تعليق