تأسس في 22 مايو 2012م
رأفت الهجان !!
2014-11-10 | منذ 9 سنة    قراءة: 2098
 سامي العمري
سامي العمري

كشخصية المسلسل الشهير "رأفت الهجان" سيكون على "رأفت الأكحلي"، وزير الشباب والرياضة الجديد، سبر أغوار الوزارة والرياضة اليمنية كطالب يخوض معتركاً دراسياً غريباً عليه.
ولا يخفى على الوزير أن أغلب، إن لم يكن جميع، الرياضيين والشباب فوجئوا بتعيينه لتولي حقيبتهم، وظلوا يتساءلون: "من هو رأفت الأكحلي" الذي لاتربطه علاقة من بعيد أو قريب بالعمل الرياضي، بغض النظر عن معرفته الجزئية بالعمل الشبابي ومؤهلاته العلمية العالية.. لذا يرون أن القرعة أوقعته في الوزارة الخطأ، أو أن صديقه "بحاح" وضعه في وزارة لا يليق لها، أو كمظلي هبط على مقعد الوزارة قادماً من السفارة الأمريكية أو من الفيسبوك.
عند قراءة سيرته الذاتية لم أجد ما يوحي بامتلاك "رأفت" خلفية رياضية، ما يعني أنه قد يحتاج لأشهر أو أعوام- بحسب ملَكَته وحدسه- لفهم خفايا ودهاليز ومشاكل وتاريخ الرياضة اليمنية، وقد لا يعرف ما هي الكيك بوكسينج أو البنجاك سيلات أو الجودو.. إلخ.. كما قد يجد صعوبة في الرد على أسئلة من قبيل من هو "أبو الكباتن" علي محسن المريسي، أو الكابتن عوضين، أو شرف محفوظ، أو جمال حمدي، أو علي الأشول أو... أو... إلى آخر نجوم الرياضة اليمنية الذين قدموا للوطن الكثير!!.. لكنه وبكل تأكيد يعرف من هو أحمد العيسي الذي سيسعى وبكلِّ ما أوتي من قوة لإدخاله "زُغنه".
سيكون على الوزير رأفت إيجاد بطانة صالحة يصعب اختيارها من قيادات العمل الرياضي، وقد يعتقد، في لحظة ما، أنه وجدها ليكتشف في الأخير أنها مجرد "لوبي" يقوده للهلاك.
أول اختبار سيواجهه الوزير رأفت، الذي عاش طويلاً مغترباً عن وطنه ورياضتها، يتمثل بمدى التزامه بقانون صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة بعد أن مسحت به نظمية عبدالسلام بلاط الصندوق وجدران الوزارة.. والتحدي الأكبر: هل ستسيِّره نظمية على كيفها ومزاجها كما جرى مع سلفه؟؟
سيدخل إلى مكتبه بعد أن يكون قد مرَّ على أصحاب المباخر الذين سيستقبلونه عند بوابة الوزارة في شارع الزبيري صعوداً إلى مكتبه، وذلك خلافاً للمبخِّرين الذين لا يعرفونه ولا يعرفهم لكنهم استبقوا وصوله بالاتصال والرسائل لتهنئته وفتح خط معه.. وسيبحث عن نفقات تشغيلية لمكتبه ووزارته، ولن يجد ما يكفي، فهل سيمد يده صوب البقرة الحلوب (الصندوق) في مخالفة لقانونه، كما فعل سابقوه؟
سيفاجأ بمليارات الريالات تحت يده، لكنها لا تصرف في مصارفها التي حددها قانون الصندوق.. وسيتم إيهامه بأن تلك المليارات لا تكفي.
سينصدم عندما يجد أن الوزارة والرياضة قد تحوَّلت إلى "مشيخة"، وأن قيادات في الوزارة بدرجة وكيل وزارة يعملون رئيس لجنة أو أعضاء فيها تابعة لاتحاد كرة القدمـ يتلقون توجيهاتهم من رئيس الاتحاد لا من الوزير، بدلاً من أن يكون هذا القيادي مشرفاً على نشاط الاتحاد بأكمله.
ورغم ما يُساق من تناولات متشائمة حول أن الوزير رأفت غير جدير بالمنصب باعتباره من خارج الوسط الرياضي ولا يعرف شيئاً عن هذا الوسط، إلا أن من الظلم وضع أحكام مسبقة على أدائه، فكم من أشخاص من الوسط الرياضي تولّوا مناصب قيادية في العمل الرياضي وفشلوا أو انحرفوا عن المسار لمصالحهم الشخصية.. ومن يدري، فقد يكون تعيين رأفت لصالح الرياضيين والشباب لعدم ارتباطه بشللية القيادات الرياضية.. لذا من المفترض عدم الاستعجال في إصدار الأحكام ومنحه الفرصة الكافية قبل الحكم على أدائه.. فإما أن يعمل بطريقة سليمة وبطاقم متخصص ومؤهل، بعيداً عن "اللوبي"، ليحقق آمال وطموحات الرياضيين والشباب، وعندها سنكون جميعاً معه، أو تسيِّره بطانة السوء ولوبي نظمية، وعندها سيحدُّ الجميع سكاكينه.
على الوزير رأفت الأكحلي أن يستعمل جُلَّ ذكائه، كرأفت الهجان على الأقل، ويتنبَّه لما قد يحيكه "لوبيات" الوزارة والصندوق، والأهم البطانة ثم البطانة.. وكما هو دورنا كسلطة رابعة، سنظل نراقب أداء وزارة "رأفت الهجان"، ولن نتوانى عن تقديم النُّصح، أو النقد، أو كشف المستور

 

عن اليمن اليوم


مقالات أخرى للكاتب

لا توجد مقالات أخرى للكاتب

التعليقات

إضافة تعليق