تأسس في 22 مايو 2012م
كأس عالم للنسيان !!
2014-07-14 | منذ 10 سنة    قراءة: 2031
 محمود الربيعي
محمود الربيعي
أكتب بعيداً عن النتيجة التي انتهت عليها مباراة الأرجنتين وألمانيا في نهائي كأس العالم، فالفرمان الطباعي لا يسمح، لا بالرأي ولا حتى بالخبر، وليس أمامك خيار آخر إلا أن تطيع وتبتلع الإحباط مكسور الخاطر!

في مباراة المركز الثالث، كنت وهذا ليس فراسة، أتوقع خسارة البرازيل لأسباب نفسية بحتة، فليس هناك فريق في العالم يستطيع أن يفوز بعد مباراة خسرها بالسبعة، فما بالك لو كان هذا الفريق هو البرازيل، وفي بطولة لكأس العالم، تقام على أرضه وبين جماهيره ومطلوب منه كشيء بديهي الفوز بها!

كان لابد أن يسقط البرازيل أمام هولندا، وعليه أن يحمد الله أنها انتهت بنصف فضيحة هذه المرة وليس بفضيحة كاملة كما حدث أمام الألمان!

عشرة أهداف كاملة تدخل مرمى البرازيل في مباراتين، بالطبع كارثة، وأن يفوز بلقب أسوأ خط دفاع في البطولة، بالطبع كارثة، لكن قبل كل هذا وذاك فإن الكارثة الأكبر هي ضياع الكبرياء، وانتهاء الأسطورة، وذهاب الزمن الجميل وربما إلى غير رجعة!

نعم هو أسوأ جيل في تاريخ المنتخب البرازيلي، لكنه ليس وحده المسؤول، وأيضاً المدرب سكولاري ليس وحده المسؤول، على الرغم من أنني على يقين من أنه ليس أمامه سوى الاختفاء تماماً والاعتزال، فللأسف ارتبط اسمه بمهزلة السباعية »واللي كان كان«!

البرازيليون وحدهم القادرون على معرفة طبيعة هذا الزلزال المدمر، وهل كان من نتاج البطولة ومنافساتها، أم كان له مقدمات سابقة أدت إلى ما حدث فوقعت »الفأس في الرأس«!

من حق البرازيل أن تبكي، فنحن لم نعرفها من خلال غابات الأمازون المبهرة، ولا من خلال شاطئ كوباكابانا الساحر، ولا عرفناها من خلال مدينة ريودي جانيرو جميلة الجميلات، والتي لا تستطيع مقاومة سحرها وروعة وغرابة سمائها وقت الأصيل، بل عرفناها من خلال سحر وروائع كرة القدم، وأصبحت الكرة البرازيلية تجري في دماء معظم البشر العاشقين لفنون الساحرة المستديرة!

من حق البرازيل أن تبكي بدلاً من الدموع دماً، فقد قالوا عنها: ارحموا عزيز قوم ذل، وقالوا الضرب في الميت حرام، وقالوا وصمة عار، إهانة، كارثة، فضيحة، فماذا تبقى؟!

أغرب ما سمعته، كان من المدرب سكولاري المنكسر في المؤتمر الصحافي الذي أعقب الخسارة المهينة قال: »هذه هي إمكانياتنا«! لقد نسي أنه كان يتحدث عن البرازيل وليس عن جزر القمر مع كل الاحترام والتقدير لها!

كان بوسعي أن أقول إن البرازيل ستبقى البرازيل مهما كان، لكنني للأسف لا أستطيع!

نعم هي كرة قدم، نعم هي فوز وخسارة، لكن الذي حدث للبرازيل لم يكن كرة قدم، ولا فوز ولا خسارة، كان كما قالوا عار، إهانة، فضيحة »ما ينفعشي«!

كلمات أخيرة

** هل تتذكرون عضة سواريز، عضة القرن، لقد أصبحت فعلاً لا قولاً أغلى عضة في التاريخ، لقد انتقل النجم الأوروغوياني من ليفربول إلى برشلونة مقابل 95 مليون يورو، والفضل كل الفضل للعضة التي تحدث عنها العالم وساهمت في عملية الانتقال التاريخية!

** عمنا المدرب العملاق فان غال مدرب هولندا المنتخب الذي لم يخسر وحصل على البرونزية، بدت عليه الفرحة في أعقاب التتويج، رغم أنه من مناهضي مباراة المركز الثالث، لكن الفوز في كل الأحوال له حلاوته!

** المشهد الأخير لفريق البرازيل، كل لاعب يسارع في الاختفاء من الملعب مكسور الخاطر.. آه يا قلبي!


** نقلا عن صحيفة "البيان" الإماراتية


مقالات أخرى للكاتب

لا توجد مقالات أخرى للكاتب

التعليقات

إضافة تعليق