تأسس في 22 مايو 2012م
مونديال العجائب والمفاجآت
2014-07-11 | منذ 10 سنة    قراءة: 2258
 عادل أمين
عادل أمين
استيقظ البرازيليون على كابوس ألمانى أضاع عليهم بهجة كأس العالم 2014 الذى بدأ باحتجاجات و مظاهرات فئوية مطالبة بصرف المبالغ التى رصدتها الحكومة البرازيلية لاستضافة المونديال على الفقراء و المحتاجين فى بلاد السامبا فكانت البداية قاتمة السواد على الشعب البرازيلى خوفا من هذه الاحتجاجات و تشويه صورة بلادهم إمام العالم ولكن النهاية كانت اشد إزعاجا بعد الزلزال التى تعرضت له الكرة البرازيلية و مركزة ألمانيا و الخروج المذل لنجوم السامبا من الدور قبل النهائى و بهزيمة ثقيلة لم تحدث من قبل لأى منتخب برازيلى .

كأس العالم 2014 هو بحق مونديال العجائب و المفاجآت ولكن ما حدث بالدور قبل النهائى فى لقاء البرازيل و ألمانيا هو قمة المفاجآت فى هذا المونديال على الإطلاق وليست المفاجأة فى فوز ألمانيا فهذا وارد ولكن فى عدد الهداف التى منيت بها شباك المرمى البرازيلى و كان العدد الذى وصل لسبعة أهداف قابل للزيادة لولا رأفة الألمان بحال البرازيليين وهى أيضا حالة نادرة بالنسبة للألمان إن يتعاطفوا مع احد المنتخبات وكأنهم يرددوا المثل المصرى »ارحموا عزيزا قوما ذل«.

بدأت المفاجآت فى مونديال البرازيل مع بداية الدور الأول بسقوط مذل للإسبان إبطال العالم فى أخر نسختين لكاس العالم إمام هولندا وبخمسة أهداف فى رسالة و واضحة بحدوث لخبطة فى خريطة الكرة العالمية و سقوط إمبراطوريات كروية و صعود قوى جديدة ، و بالفعل مع نهاية الدور الأول ودعت اسبانيا البطولة وسقط حامل اللقب بعد أداء ضعيف لتغرب الشمس تماما عن الكرة الاسبانية بعد سنوات من الازدهار و التربع على قمة العالم.

لم تكن إسبانيا هى المدرسة الكروية الوحيدة التى خرجت من الدور الأول فخرجت معها إيطاليا والبرتغال الذى لم يشفع لها وجود كريستيانو رونالدو أحسن لاعب فى العالم ضمن تشكيل منتخبها وفشل المنتخب الانجليزى فى تجاوز هذا الدور أيضا بينما صعدت منتخبات حديثة على حساب هذه الفرق العريقة فكشفت منتخبات كوستاريكا و شيلى و كولومبيا و الجزائر عن نفسها .

كانت نتائج المباريات هى التى أدخلت الإثارة والتشويق على المونديال بعد أن اختفى الأداء العالى والمتعة الكروية فى أغلب البطولة باستثناء مباريات قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة فلم تظهر طرق جديدة للعب فقد كان المونديال فقيرا فى كل شيئ حتى فى النجوم الجديدة لم ينجح احد حتى نيمار النجم البرازيلى ادائة لم يكن مقنعا رغم إن فريق تؤثر بعيابة إمام ألمانيا و اختفى تماما رونالدو و أصبح نجم المونديال هو الهولندى العجوز روبين الذى تألق مع منتخب بلادة بشكل لافت للنظر.

ولم يكن التحكيم أفضل حالا من مستوى المنتخبات واللاعبين فلم يرق مستواه إلى مستوى بطولات كاس العالم فظهر ضعيفا فى مباريات كثيرة ولم يستطع الحد من الخشونة التى كانت نتيجتها إصابة النجم البرازيلى نيمار و ابتعاده عن الملاعب لفترة قد تكون طويلة، وكانت الكرة الألمانية صاحبة مكاسب عديدة فى المونديال فإلى جانب الوصول لنهائى البطولة فقد نجح نجم الفريق كلوزة أفضل هداف فى تاريخ كأس العالم بعد أن سجل هدفه رقم 16 متفوقا على البرازيلى رونالدو وبذلك تستعيد ألمانيا هذا اللقب مرة أخرى و الذى كان الألمانى جيرد مولر صاحبة برصيد 14 هدفا قبل أن يتفوق علية رونالدو برصيد 15 هدفا فى مونديال 2002 بكوريا واليابان.

وفى الوقت الذى توقع فيه الجميع أن يكون المونديال بشرة خير على البرازيل أصبح الوضع الحالى غير ذلك تماما ، فقد أصبح مستقبل رئيسة البرازيل ديلما فى الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر انعقادها فى أكتوبر المقبل غامضا يعد إن أصبح تأثير كرة القدم ليس داخل المستطيل الأخضر فقط بل تعدى ذلك ليدخل عالم السياسة أيضا.

التاريخ يعيد نفسة بعد 24 سنة حيث تلتقى ألمانيا مع الأرجنتين فى النهائى فى سيناريو مكرر لنهائى مونديال ايطاليا 90 والتى استطاعت المانيا الفوز بة فهل تنجح الارجنتين فى الثار من هزيمتها بعد 24 عاما و تحصل على كأس العالم للمرة الثالثة فى تاريخها ام يواصل الالمان تفوقهم و يحتفظوا بالكاس فى القارة العجوز.

** نقلا عن جريدة "الأهرام" المصرية


مقالات أخرى للكاتب

لا توجد مقالات أخرى للكاتب

التعليقات

إضافة تعليق