تأسس في 22 مايو 2012م
روبين.. أمير الانتقام
2014-06-17 | منذ 10 سنة    قراءة: 1991
 حسين المستكاوي
حسين المستكاوي
•• كان هذا الفوز الكبير الذى حققه منتخب هولندا بزيه الأزرق بمثابة أفضل انتقام من الإسبان لنهائى 2010 الذى سقطت فيه البرتقالة بهدف وحيد فى الأمتار الأخيرة.. ودخل هدف روبين فان بيرسى الذى سجله بضربة رأس من الوضع طائرا كأحد أفضل الأهداف التى أحرزت بالرأس فى تاريخ كأس العالم.. وفرحة فان بيرسى الطاغية لم تكن فقط لأنه سجل هدف التعادل وإنما للجمال الحركى فى الهدف. نعم فقد كان هدفا تليفزيونيا، كأنه جزء من برنامج فى البرامج التعليمية: كيف تسجل هدفا بضربة رأس فاتنة حين ترى إيكر كاسياس متقدما؟!

 

•• أمير الانتقام هو إيريان روبين. هو حسن الهلالى أو فريد شوقى أو أنور وجدى فى فيلم أمير الانتقام. روبين هو الذى كان يصيح كل فترة وكلما سجل هدفا: الأول.. الثانى.. هو الذى تلاعب بدفاع إسبانيا. هو الرجل الذى يبدو فى الشكل، فى مظهره الخارجى، كهلا يحتاج من يساعده على المشى. لكنه فى المضمون شاب يافع لائق سريع ذكى مبتكر فى المرواغة. يجعل خصومه يهرولون خلفه دون اللحاق به. هو دائما يفعل ذلك. تراه يجرى وخلفه مجموعة لاعبين مدافعين كأنهم يصيحون: إمسك حرامى!

 

•• هذه نتيجة لم يتوقعها أحد، ولا كان يمكن أن يتوقعها أحد. ولو سألت ناقدا أو خبيرا كرويا أو خبيرا استراتيجيا قبل المباراة: من يفوز؟ لما نطق إنسان بأن هولندا ستفوز بخمسة أهداف.. خاصة أن مدرب الفريق فان جال ظل حائرا حتى الساعات الأخيرة قبل المباراة لا يدرى بأى تشكيل يلعب. لكنه كان يدرك أنه سيلعب بطريقة 3/5/2. إنها الطريقة التى يردد الجميع هنا أنها قديمة بالية لا تصلح.. ويطالبون بطريقة 4/4/2. المشكلة ليست تكون اللاعبين فى الملعب، وإنما بمن تلعب؟ وهل عندك ما تلعب به؟

 

•• هذه الهزيمة الثقيلة وضعت ضغطا زائدا على المنتخب الإسبانى. فلم يعد فقط هو بطل العالم وحامل اللقب القادم إلى البرازيل وطن كرة القدم للاحتفاظ بالكأس. ولكنه بات مطاردا فى مجموعته، يواجه احتمالات الخروج من الدور الأول لتكون كارثة على الكرة الإسبانية.. إلا أن مقدمات الأزمة كانت مشهودة. فعندما هبط مستوى برشلونة هبط مستوى المنتخب الإسبانى. وفى التاريخ شواهد لا تحصى، أياكس أمستردام فوق القمة فيصعد منتخب هولندا إليها. يوفنتوس فوق إذن المنتخب الإيطالى معه. «الأهلى كويس. منتخبنا كويس».. هذه مجرد شواهد. كما أن إسلوب تيكى تاكا الذى يلعب به الإسبان اخترعت له خطط لإيقافه. فعلها أتلتيكو مدريد وريال مدريد. وفعلها منتخب هولندا مع نظيره الإسبانى: الخطة المضادة ببساطة لاتدعهم يتبادلون الكرة ويمررونها ويتقدمون بها. أنشر أمامهم قاعدة من الزحام. لكن تلك الانطلاقات التى قدمها الهولنديون كانت دلالة على أن تيكى تاكا لايمكن أن يلعبها كبار السن..؟!



مقالات أخرى للكاتب

  • تليفون صلاح..!
  • لا تبكِ.. يا خليلودزيتش
  • عزيزتى أوروجواى: لا تكذبى!

  • التعليقات

    إضافة تعليق