تأسس في 22 مايو 2012م
الوسام الذهبي..
2013-07-24 | منذ 11 سنة    قراءة: 8724
دكتور محمد النظاري
دكتور محمد النظاري


نسعد دائما عندما نجد التكريم يتجه لمن يستحقونه، خاصة عندما يكون اولئك المستحقون قد قدموا عصارة جهدهم لخدمة رياضة بلدهم، وأفنوا عمرهم في الرفع من شأنها، وهذا هو الاصل، في حين ان الاستثناء، والذي اصبح اصلا بحكم المحسوبية ،أصلا، والمتمثل في تكريم من لم يعطوا رياضة بلدنا شيئا، يحز في النفوس، ويقتل الابداع في قلوب الموهوبين.

محمد احمد مقبل منصور والملقب بـ(المقبلي) - المولود في 10/10/1941م بمدينة عدن - شخصية رياضية خدمت اليمن قبل الوحدة (فيما كان يسمى بالشطر الجنوبي) وبعد الوحدة المباركة، في مجال التحكيم والمراقبة والمحاضرات بلعبة كرة القدم، فقد التحق بهذا السلك عام 1964م، أي بعد ثورة 14 من اكتوبر بعامين، وبعد الاستقلال المجيد بعام واحد، ليسطر منذ ذلك التاريخ، مشوارا حافلا بالابداع.

المقبلي لم ينتظر سوى خمسة أعوام ليتم ترشيحه للحصول على الشارة الدولية، لينالها في ليبيا عام 1973م أثناء تحكيمه ببطولة فلسطين، ليشرع بعدها في التحكيم بمختلف البطولات العربية والاسيوية، وليكمل بعد عطائه الميداني، جهده في كمراقب فني، ومحاضر عربي عام 1986م ودولي في 2007م.

سيظل عام 1980م شاهدا حيا على وحدوية الرياضي الكبير (المقبلي) فقد اطلق الصافرة الاولى لمسابقة كأس اليمن بين الشطرين، وكان قبلها قد شارك في تحكيم كأس 26 سبتمبر بين منتخبي الشمال والجنوب عام 1970م، والتي كانت النواة الحقيقية للوحدة اليمنية، التي صنعها الرياضيون قبل السياسيين، وليظلوا لغاية اليوم هم المدافعون الحقيقيون عن وحدة بلدهم وتمثيله في المحافل الخارجية.

عاصرت الرجل في مراحل كثيرة منذ العام 1994م (منذ التحاقي بالتحكيم) وقد وجدته مثالا حسنا للأب والمعلم، وقدوة قل ان تجد شبيها لها، فمن خلال علمه بمجاله يستطيع ان يوصل اليك المعلومة، بأسرع وقت، وأقل جهد، وبدماثة خلق، والجميل فيه أنه لا يشعرك اطلاقا، بفارق المستوى بينك وبينه، فهو ينزل لمستواك، ليصعد بك الى مستواه، ويكفيني فخرا اني اجتزت اختبارات الترفيع للدرجة الاولى، كتابيا و ميدانيا، على يديه في العام 2011م، كما تتلمذ على يديه غالبية الحكام اليمنيين قبل الوحدة وبعدها.

من لا يعرف (المقبلي) سيقول اني ابالغ في مدحه، أما الذين يعرفونه، فسيدركون أن كلماتي قاصرة في احتواء سيرته الطيبة، مهنيا و خلقيا، ولو كان هو وأمثاله من الرياضيين متواجدون في بلد آخر، لكان حالهم على غير الحالة التي هم عليها اليوم... ولهذا فإنني لا استغرب تكريم الرجل بالوسام الذهبي للاتحاد الأسيوي، بقدر استغرابي، الا يحدث مثل هذا التكريم منذ سنوات، له أو لغيره من القامات الكبيرة في الميداني الرياضي، فهو يجعل الاخرين يحسون بكفاءة الكوادر اليمنية، وقدرتها على التألق رغم الظروف الصعبة التي يعيشون فيها .

أنا هنا أضم صوتي لصوت جميع الزملاء (الصحفيين و الحكام) بأن يتم الاسراع في اخراج التكريم بأبهى حلة، وان يقترن بتكريم مماثل من السلطات الرياضية اليمنية، بدء بأعلى السلطات في الدولة، ومرورا بوزارة الشباب والرياضة و اللجنة الاولمبية و الاتحاد العام لكرة القدم (الذي قام بالترشيح) ولجنة الحكام العام.. فالمقبلي يستحق منا أكثر من ذلك، والأوسمة الاسيوية لها الشرف ان يتقلدها رياضيون كالمقبلي، لأنهم خدموا الرياضة، في ظروف صعبة جدا مقارنة بالرفاهية التي يعمل بها نظرائهم في الدول الاخرى.

مما لا شك فيه أن التحكيم اليمني الذي يعد مشرفا للغاية مقارنة بوضع المسابقات المحلية أو المشاركات الخارجية، يستحق مثل هذا الوسام، الذي بدون ريب، مكافئة منصفة لحال التحكيم في بلادنا، فهو يعمل في الحدود الدنيا لإمكانياته، ومع هذا يقدم الكثير، ويكفي أن مسابقاتنا المحلية تنتهي بصورة طيبة (خاصة بحلول الدماء الشابة) دون الاستعانة بالحكام الأجانب، رغم انها تقام بطريقة مضغوطة مقترنة بتأخر في استلام المستحقات... والتكريم هو وسام على صدر رفاق دربه سواء الذين رحلوا عنا أو الذين ما زال عطاؤهم متجددا في الملاعب اليمنية.

نبارك لأنفسنا قبل حكمنا ومحاضرنا الكبير محمد أحمد مقبل (المقبلي) حصوله على هذا الوسام الذي يستحقه (كفرد) ورياضتنا (كمؤسسة) متمنيا له دوام العمر، وغزارة العطاء، متلازمين مع نعمتي الصحة والعافية، وشكرا جزيلا لكل من ساهم في يصل الوسام الاسيوي الى رياضيينا المستحقين له.

فاجعة.....

وإن كنا نتحدث عن الوسام الذهبي الذي تحصلنا عليه عبر خبيرنا المقبلي، فإننا خسرنا - في هذه الايام المباركة - سام المعلمي، نجل زميلنا العزيز عبد الجبار المعلمي، حيث فجعنا باستشهاده بعد أن أصابته ايادي الغدر، سائلين المولى عز وجل ان يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون... وهنا نرسل رسالة عاجلة للأجهزة الامنية في الكشف عن ملابسات الحادث الاجرامي، والقبض على مرتكبي هذا العمل الجبان.


مقالات أخرى للكاتب

  • الصحافة الرياضية العربية.. وتصحيح المسار
  • الجمعية وخطوات الواثق بنفسه
  • تبقى الأعذار ويستمر المقصرون!!

  • التعليقات

    إضافة تعليق