فالمتابعون لمباراتي الرائد والشباب باستاد مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية ببريدة عصر أمس الأول، ومن ثم الفيصلي والقادسية باستاد مدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الرياضية بالمجمعة بعد مغرب اليوم نفسه صدموا بمنظر المدرجات الخاوية، ومن ثم أصابتهم الدهشة لرؤية الجماهير القليلة المتابعة للمباراة الأولى مختبئة تحت المعاطف والبطانيات، قبل أن تلتقط أبصارهم احتياطي الفيصلي في المباراة الثانية وهم تحت البطانيات لتفادي موجة البرد القاسية بعد تدني الحرارة لـ4 درجات مئوية ليصاب المدرب الروماني للفريق العنابي ليفيو تيو بتاريو بأزمة كادت تودي بحياته.
ولعل الملفت أن اتحاد القدم ورابطة دوري المحترفين ولجنة المسابقات وهم المعنيون بالجدولة يدركون سلفا قساوة الأجواء في تلك الأشهر من السنة وضرورة تفادي اللعب في فترة العصر وما بعده رحمة بالجماهير وتحفيزا لها للحضور.
فالأوروبيون ينقلون مبارياتهم لفترة الظهر في تلك الأشهر رغم البيئة الرائعة والتجهيزات المتكاملة للملاعب. في وقت يصر فيه مسؤولو اللعبة هنا على التمسك بأوقات مميتة وطاردة للجماهير وفي بيئة ملاعب لم يجتهدوا ليوفروا فيها أبسط مقومات الاستمتاع بمباراة مدتها 90 دقيقة دون الحاجة لحمل تجهيزات غرف نومهم معهم.