رياض محرز .. لاعب " البلايستيشن "

الجيل الحالي من متابعي كرة القدم يُعتبر الجيل الذي نشأ مع الألعاب الإلكترونية وجهاز " البلايستيشن Play station"ومن خلاله عرفنا كرة القدم بشكل تحليلي أكثر وأسماء معظم اللاعبين والدوريات وما إلى أخره.

 كنا دائماً نلعب بالفرق الكبرى وقمم الكرة في أوروبا سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات ونقوم بعمل تغييرات تكتيكية غريبة في أماكن هجومية ودفاعية دون الاعتماد على الأسماء أو المراكز ولكن أعتماداً على الإحصائيات والأرقام الخاصة بكل لاعب مثل التغيير الشهير عند اللعب بنادي ريال مدريد في جيل بداية الألفية الثانية بوضع روبرتو كارلوس كمهاجم بدلاً من موقعه كظهير أيسر لمجرد فقط أن أرقامه في التسديد والسرعة مرتفعة للغاية!.

هذه الطريقة كانت في الألعاب الإلكترونية منذ زمن لأنها في النهاية أرقام ويجب أن تتفوق ويكون لها الكلمة العليا في النهاية ولكن في كرة القدم الحقيقية ظهر لنا هذا الموسم لاعب فعلا قادم من " البلايستيشن " لاعب يتحرك ويتوهج في الملعب يميناً ويساراً يعرف ماذا يفعل في كل ثانية يلتقط بها الكرة حتى عندما يرتجل ويخرج عن الإطار أو المطلوب منه من المدرب فأنه دائماً يختار القرار الصحيح.

رياض محرز الجزائري صاحب الـ24 ربيعاً يُسطر لنفسه تاريخ وأداء وأرقام أكثر من رائعة في الدوري الإنجليزي هذا الموسم مع ناديه ليستر سيتي المنتفض ضد كل القواعد هذا الموسم بتحقيق نقاط وأرقام وأداء ثورية بمعنى الكلمة هذا الموسم وفرض الكلمة والمركز والمكانة بين كبار إنجلترا هذا الموسم.

بعيداً عن ثورة ليستر هذا الموسم وتناغمه وعمله كمجموعة واحدة بلاعبين ليسوا نجوم ولكنهم معاً يكونوا نجم أزرق واحد يتوهج ويشع بالأهداف في كل مباراة يواجه بها أي فريق داخل أو خارج قواعده يُعتبر محرز عامل مهم من عوامل نجاح ليستر هذا الموسم بما يُقدمه في كل مُباراة من تحركات هجومية مميزة.

محرز لاعب ديناميكي جداً سريع يُثير القلق في الثًلث الأخير من ملعب الخصم دائماً وينتقل بسرعة من مركزه الأساس على الطرف الأيمن لنراه على الطرف الأيسر في لحظة أو كلاعب خط وسط مهاجم ويساعده على ذلك التحرك وعملية الـshift ما بين الخطوط هو تناغم باقي نجوم ليستر مثل فاردي وأوكازاكي وألبرايتون بتوجيهات رانييري مع هذه التحركات وتغيير تحركاتهم بالمثل مما يصيب دفاع وخط الوسط الخصم بالارتباك سواء في قرار متابعة الكرة وعدم رقابة اللاعب الأساسي أو الركض وراء اللاعب الأساسي المطلوب مراقبته وترك مركزه وبالتالي مساحات خالية.

بجانب ديناميكية محرز كلاعب كرة فهو يمتلك مهارات المراوغة و الـdribbling بشكل مميز جداً كأنه freestyler يقدم حركات ومهارات ومراوغات بطريقة مميزة وهذا أمر هام جداً بالنسبة لأي لاعب يلعب على أطراف الملعب من أجل مراوغة الظهير الذي يتولى مراقبته والفوز دائماً في مواقف لاعب ضد لاعب.

أرقام محرز هذا الموسم تتحدث عن نفسها فهو واحد من هدافي البريميرليج برصيد 7 أهداف هذا الموسم كما يحتل المركز الخامس في أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في الدوريات الاوروبية الكبرى بصناعته لـ5 أهداف وأعتماداً على هذه الأرقام يُعتبر محرز هو أفضل لاعب خط وسط هجومي في أوروبا حتى الأن بدون منازع.

ميزة نجدها عند أغلب النجوم العرب في الدوريات الأوروبية بأنهم يقدموا مجهود أكبر من قدراتهم في المباريات الهامة وفي أخر مباراة لرياض محرز ضد مانشستر يونايتد رأينا فعلاً لاعب خارق للعادة لاعب " بلايستيشن " أقرب من أن يكون لاعب عادي!.

محرز كان ببساطة شديدة يطرح نجوم مانشستر يونايتد أرضاً بمراوغاته وسرعة حركته والتي كانت دائماً تنتهي بحصوله على خطأ ضد شفاينشتايجر أو واين روني،بجانب مراوغاته فقد أرهق محرز دفاعات المان يونايتد وخاصة الأطراف فقد تمكن من قطع الكرة مرتين من دفاع اليونايتد ومرر 67 تمريرة ناجحة وحصل على 4 أخطاء.

توهج محرز هذا الموسم لفت انتباه أندية عديدة في إنجلترا أو خارجها فحسب التقارير الصحفية نجد أن نادي أرسنال الإنجليزي وبرشلونة الإسباني لديهم اهتمام باللاعب ولكن كل هذا الاهتمام لن يُفيد محرز في شيء فهو حالياً سعيد في ليستر ويقدم أداء تصاعدي مميز مع الفريق كما على المستوى الدولي متألق بشدة مع المنتخب الجزائري في تصفيات كأس العالم 2018.

لذلك كل ما يحتاجه محرز الآن هو السير في طريقه الصحيح للنجومية بدون شائعات وأخبار الميركاتو ووكلاء اللاعبين والتي قد تؤثر بالسلب على مستواه وعلاقته مع ليستر خلال الفترة الحالية وبالتالي سيخرج من تصنيف لاعب "البلايستشين " للاعب عادي يتأثر وينهار مثل أي لاعب أخر لمع نجمه لفترة وأنطفئ.