بايرن ميونيخ يضع مستقبله .. مع جوارديولا أو بدونه

يجتمع مساء اليوم مجلس إدارة نادي بايرن ميونيخ الألماني لوضع خطط على المدى المتوسط تتضمن تجديد عقود اللاعبين الأساسيين، في خضم غموض مصير المدرب بيب جوارديولا.

ويسعى بايرن ميونيخ لتجديد عقود كل من توماس مولر وجيروم بواتينج وديفيد ألابا ومانويل نوير حتى 2021.

ويمثل اللاعبون الأربعة بالنسبة لمجلس الإدارة جانبا كبيرا من مستقبل العملاق البافاري. ولم يعد سرا أن هناك مساع لجعل جوارديولا جزءا من هذا المشروع وأن رئيس النادي كارل هاينز رومنيجه يتطلع إلى إعلان التجديد لجوارديولا مساء اليوم.

لكن من الواضح أن هذا الأمر ليس مطروحا بعد ضمن أجندة الاجتماع وأنه ربما سيتم الانتظار إلى 19 ديسمبر/كانون أول المقبل حين تجرى آخر لقاءات الدور الأول من البوندسليجا وبدء عطلة الشتاء.

وخرج رومنيجه ليكشف “سنقدم مفاجأة في عيد الميلاد، بطريقة أو بأخرى”.

فبعد أن كانت المواسم السابقة لجوارديولا تحمل مؤشرات نحو رحيل الإسباني عن بايرن ميونيخ ، جاء الموسم الجاري حاملا مؤشرات تفيد بأن التجديد للمدرب ليس أمرا مستبعدا.

وتأتي على رأس المؤشرات الإيجابية إفصاح قائد الفريق فيليب لام أن هناك رغبة بين اللاعبين في استمرار العمل مع جوارديولا، الإشارة التي تلقاها مدرب البرسا السابق بكل ترحاب.

في المقام الثاني، تأتي لمسات جوارديولا الواضحة على الفريق. حيث كان هناك شعور عام بأن النجاحات التي حققها البافاري خلال مواسم جوارديولا الأولى هي ثمرة عمل سلفه الألماني يوب هاينكس، لكن بدا أن هناك اتجاها لنسب نجاحات بطل ألمانيا الآن إلى الكتالوني.

ووفقا لمجلة (سبورت بيلد) فإن جوارديولا أصبح الآن متقبلا لفكرة التجديد رغم أنه قبل أشهر كان يضع شروطا ربما كانت لتصبح حاسمة في المفاوضات النهائية.

على أن المسألة الأساسية في هذه النقطة ليست مالية بقدر ما تتعلق بتأثير جوارديولا في القرارات حول التعاقدات الجديدة مع اللاعبين، حيث يريد المدرب أن يحظى بدور أكبر فيها وكذلك مع قطاع الناشئين.

ويكشف المدير الرياضي لبايرن ميونخ ماتياس زامر عن طريقة استقدام اللاعبين الجدد إلى النادي، حيث أكد أن هذا إجراء يتشارك فيه ثلاثة أشخاص.

يقول زامر “نجلس نحن بيب جوارديولا وكارل هاينز رومنيجه وأنا. إذا خفض أحد الثلاثة أصبعه، لا يأتي اللاعب”.

بيد أن اللاعب الوحيد الذي أصر جوارديولا على ضمه كان مواطنه تياجو ألكانترا، بحسب زامر، الذي أشار أيضا إلى أن المدرب الإسباني كان حاسما في مسألة التعاقد مع دوجلاس كوستا الذي تفجرت موهبته مع بايرن ميونخ.

بناء على ذلك، فقد أصبح البايرن مستعدا لمنح دور أكبر لجوارديولا مقابل التجديد لفترة قد تكون أطول مما يدور في ذهن المدرب نفسه، ومن هنا قد ينشأ الخلاف الذي لن يكون قابلا للتسوية.

كما أن التاريخ النهائي الذي حدده رومنيجه للبت في مصير جوارديولا، والذي يمكن تأويلها على أنها مهلة، ربما يكون له صدى سلبي لدى الإسباني الذي يرغب بالتأكيد في رؤية كيف ستسير الأمور في النصف الثاني من الدوري الألماني بعد أن حقق نجاحا مثاليا في الدور الأول.

على أي حال فإنه إذا قرر جوارديولا الرحيل، فسيكون قد فعل في أفضل توقيت ممكن حيث يعتقد الكثيرون في الوقت الحالي أن هذا الفريق هو أفضل نسخة من بايرن ميونخ على مر التاريخ.

وفي محاولة من رومنيجه لبث الروية والتأني بشأن جوارديولا، خرج رئيس النادي ليتحدث عن عدم كون رحيل الأخير بمثابة نهاية العالم وأن “المدربين واللاعبين يأتون ويرحلون”.

أما النقاشات حول خليفة جوارديولا فتشمل أسماء كثيرة منها كارلو أنشيلوتي، الذي لا يتحدث الألمانية، وحتى ماتياس زامر نفسه الذي أعرب عن رضاءه بعمله حتى الآن وأن مسألة خلافة بيب ليست ضمن خططه.