تأسس في 22 مايو 2012م

ميريام لامار بطلة تطوي صفحتها بالاعتزال

الرياضي نت / متابعات
2014-02-09 | منذ 10 سنة

ميريام لامار

قررت الملاكمة الفرنسية ميريام لامار وضع حد لمسيرتها في حلبة الفن النبيل بعد مشوار حافل.

أصعب قرار قد يتخذه رياضي، هو بلا شك توقفه عن ممارسة اللعبة التي يحبها، والتي كرس لها سنوات طويلة من عمره. فالاعتزال هو بمثابة إقصاء اختياري من الأضواء والانكفاء نحو متابعة الحياة الشخصية والاكتفاء بدور المتابع وبلقب البطل السابق.

هذا هو حال الفرنسية ميريام لامار بطلة العالم في الملاكمة لوزن خفيف الوسط (64 كلغ)، التي قررت وضع حد لمسيرتها الرياضية بعد بلوغها عامها التاسع والثلاثين، وذلك إثر هزيمتها مطلع شهر شباط/فبراير الحالي أمام النرويجية سيسيليا بريكهوس.

لامار المولودة في العام 1975، في مدينة مرسيليا الفرنسية من أب فرنسي وأم جزائرية، عاشت حياة صعبة في بدايتها، بعدما اضطرتها الظروف المعيشية لترك دراستها في عمر 17 عاماً والانخراط في العمل لمساعدة عائلتها.

وعلى الرغم من الصعوبة المادية التي حالت دون انضمامها إلى ناد لممارسة الرياضة، فإن أهلها حثوها على اختيار ألعاب القوى لمزاولتها في أوقات فراغها، كون بنيتها الجسدية كانت تنبئ بأن مستقبلاً زاهراً ينتظرها.

وبعد فترة من تجربتها للعدو والجري والقفز الطويل، وجدت لامار نفسها تتجه من تلقاء نفسها نحو الرياضة القتالية، فانخرطت في تدريبات لعبة الـ"فول كونتاكت"، قبل أن تتحول بناء على نصائح المدربين إلى رياضة الفن النبيل، وبشكل مواز مارست لعبة الملاكمة الفرنسية أو "سافات".

محبتها للرياضة وإصرارها الكبير، حملاها إلى كثير من الألقاب في عالم الهواية على الصعيد المحلي، ما أهلها للمشاركة في بطولة العالم للـ"سافات" في العام 2001، حين اكتفت بالميدالية الفضية، بخسارتها أمام السويدية فريدا ويلبيرغ في المباراة النهائية. لكنها عادت وشاركت في النسخة التي تلتها وحصدت الذهب بفوزها على التركية ياسمين أوستالار، وذلك بعد أن كانت فازت ببطولة أوروبا في العام 2001، التي عادت وفازت بها في العام 2003، وهو نفس العام الذي قررت فيه الانتقال إلى الملاكمة الاحترافية، بعدما خاضت 45 نزالاً استطاعت حسم 42 منها لصالحها.

ونجحت لامار سريعاً بتأكيد أن قرارها باحتراف الملاكمة كان صائباً، إذ حققت بطولة العالم بعد أشهر قليلة، بعد انتصارها على الأميركية إليزا أليسون في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2004، لتصبح أول بطلة للعالم تحت كنف الرابطة العالمية للملاكمة "WBA" وحافظت البطلة الفرنسية على لقبها في العام التالي، بفوزها على الأوكرانية إيلينا تفيردوكوليف، قبل أن تفقده في العام 2006 أمام مواطنتها أن-صوفي ماتيس التي تفوقها بالحجم (يبلغ طول لامار 168 سنتم وماتيس 178 سنتم)، لتعود وتتحداها في العام التالي لتستعيد اللقب، لكنها منيت بهزيمة أخرى في مباراة اعتبرها محبو اللعبة واحدة من أفضل نزالات الملاكمة النسائية عبر التاريخ.

ولم يؤد فشلها باستعادة لقبها للحد من طموحها، بل على العكس أعطاها حافزاً إضافياً للتطوير في أسلوبها، وفتح أمامها باب المنافسة على لقبي الاتحاد العالمي للملاكمة "WBF"، والرابطة الدولية للملاكمة للسيدات "WIBA"، لتنجح بتحقيق اللقبين في العام 2009، وتحافظ عليهما حتى العام 2011، وتضيف لقب بطولة العالم تحت لواء الاتحاد الدولي للملاكمة في العام 2011 أيضاً.

ومع إسدالها للستار على الفصل الأخير من مسيرتها الحافلة، تكون لامار خاضت 26 نزالاً احترافياً، فازت بـ22، منها 10 بالضربة القاضية، وخسرت 4، واحدة منها أيضاً بالضربة القاضية.

لامار وهي تودّع الحلبة بعد خسارتها الأخيرة قالت: "حان الوقت لبناء حياة مهنية جديدة، قطعاً لن تكون بعيدة عن الملاكمة، أنا أطوي صفحة فقط ولن أغلق الكتاب، فرنسا بحاجة لرفع مستوى لاعبيها في هذه اللعبة، ولروح ودماء جديدة، وكما هناك رجال أعمال يستثمرون في هذه الرياضة لما لا يكون هناك أيضاً سيدات أعمال. لم أعد الأفضل في العالم حالياً، لكنني سعيدة بكل ما حققته خلال تاريخي الرياضي".

آخر الأخبار