تأسس في 22 مايو 2012م

تحديات ميسي ورفاقه في منتخب الارجنتين

الرياضي / متابعات
2012-09-12 | منذ 12 سنة

حافظ منتخب الأرجنتين على أداءٍ متوازن في مبارياته السبعة التي خاضها حتى الآن ضمن تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم 2014 في البرازيل، فتصدّر المنتخبات برصيد 14 نقطة، رغم تعادله الصعب أمس أمام البيرو (1-1)على أرض الأخيرة.

وأنهى منتخب التانغو المراحل السبعة بـ 4 انتصارات وخسارة واحدة مقابل تعادلين، في تصفيات يُقال إنها الأصعب على الإطلاق، مقرناً هذه النتائج بأداءٍ فعّال في أغلب المباريات الودية والرسمية التي خاضها في الأشهر الأخيرة، هذا الأداء وتلك النتائج لها أسبابها في النجاح، وأمامها تحديات للاستمرار...

ميسي في أوج عطائه

 

بعد أن وصل اسمه إلى كافة أرجاء المعمورة بسرعة البرق أصبح ليونيل ميسي مُلهماً أولاً لمنتخب بلاده، لكن ذلك دائماً كان يشكّل عبئاً ثقيلاً على الفتى الذهبي، إذ حمّله فوزه مع برشلونة بألقاب وفيرة وتسيّده جائزة أفضل لاعب في العالم لثلاث سنوات متتالية، مسؤوليات جمة لجلب البطولات إلى البلاد التي أنجبته، وهذا ما جعل سهام الانتقاد تصوّب عليه في كل مرة يخرج من بطولة دولية خالي الوفاض.

وأمام كل هذه التحديات، اختير ميسي ليكون القائد الشاب، ما أعطاه طاقة استنهضت شيئاً من وزنه الدولي في المباريات الأخيرة، وجعله يعيش أفضل لحظات حياته الكروية مع المنتخب، مجبراً الصحافة المحلية على الكف عن الانتقاد، والقول إن ميسي بانتظار تفجير موهبته مع المنتخب في المونديال القادم بمحاكاة لما فعله مارادونا في مونديال 1986 في المكسيك.

ويقال إن سر تألق ليو هذه الأيام يعود لاجتماع ضم مدربه الحالي في المنتخب أليخاندرو سابيلا، ومدربه السابق في برشلونة جوسيب غوارديولا، بعد أن نصح الأخير نظيره الأرجنتيني بإعطاء ميسي كامل الثقة وإبقائه على أرضية الملعب مهما كان الأمر وإحاطته باللاعبين الكبار.

وأحرز نجم الـ"بلوغرانا" 4 أهداف مميزة من أصل 15 لمنتخب بلاده في التصفيات وأبدع نجم الفري الكاتالوني في مباراتي الأرجنتين الوديّتين اللتين أنهتهما بالفوز على ألمانيا ( 3-1) وسجل ميسي هدفاً، وعلى البرازيل (4-3) وسجل هاتريك.

يحمل ميسي لقب كأس العالم للشباب 2005، وذهبية أولمبياد بكين 2008، لكن ذلك بالتأكيد ليس كافياً للاعب بنى أسطورته الذاتية في النادي فقط.

يذكر أن ليو لعب حتى الآن (73) مباراة دولية سجل فيها (28) هدفاً ومرر (21) كرة حاسمة، وهو باستثناء مباراة البيرو يوم أمس قدّم مستويات رفيعة في التصفيات.

"ألبيسليستي"ليس منتخب الفرد الواحد

 

وكانت المباراة قبل الماضية أمام البارغواي التي أنهاها منتخب سابيلا بالفوز (3-1) محققاً الانتصار في المباراة السادسة على التوالي (ودياً ورسمياً)، واحدة من أكثر المباريات تكاملاً وانسجاماً لطالما نشده عشاق منتخب "ألبيسليستي"، بين دور ميسي الذي سجل الهدف الثالث (والعاشر من أصل آخر ست مباريات دولية قبل لقاء البيرو)، وبقية الأدوار التي لعبها زملاؤه، بالأخص نجما ريال مدريد، آنخل دي ماريا وغونزالو هيغوايين، إضافة لمهاجم مانشستر سيتي سرجيو أوغويرو، وبدرجة أقل أيزكيل لافيتزي (لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي).

مع الإشارة أن حال خط الدفاع - خصوصاً عند غياب خافيير ماسكيرانو-، وبدرجة أقل حارس المرمى سيرجيو روميرو (سمبدوريا الإيطالي)، ليسا على مستوى خطي الوسط والهجوم الزاخرين بالنجوم.

المدرب الهادئ

 

لطالما وُضِع اللوم على المدربين الذين قادوا الأرجنتين في السنوات الأخيرة خصوصاً المشاهير منهم، غير أن تدريب منتخب يضم هذا الكم السنوي من النجوم يعدُّ مهمةً محفوفةً بالمخاطر، وأحياناً من المفيد أن يتصدى لها مدرب لم يكن لاعباً ذاع صيته في كافة أرجاء الأرض - كما حدث مع مارادونا - أو لديه إرث تدريبي كبير... كي لا يضعه ذلك تحت الضغوطات المبكرة.

وينطبق الكلام السابق على المدرب سابيلا - لاعب خط الوسط السابق- الذي لا يحمل سجلاً تدريبياً غنياً فلم يكن له سوى تجربة تدريبية واحدة مع فريق إستوديانتس الذي لعب له أيضاً ودربه بين عامي (2009 و2011)، فأحرز معه كأس ليبرتادوريس 2009 وبطولة الدوري عام 2010، إلا أنه تعلّم الكثير من خلال تجربته في الجهاز الفني للمنتخب الوطني عندما كان مساعداً للمدرب دانييل باساريلا بين عامي 1994 و1998.

وعلى الرغم من سجله الجيد كلاعب مع فرق (ريفر بلايت وشيفيلد يونايتد وليدز يونايتد وغيرهم)، إلا أن سابيلا لم يخض أكثر من 8 مباريات دولية في قميص المنتخب.

وبدأ المدرب الهادئ البالغ من العمر 57 عاماً مهمته الدولية الأولى خلفاً لسيرجيو باتيستا في تموز من عام 2011، وتحديداً بعد خروج المنتخب من الدور الثاني لبطولة كوبا أميركا 2011 التي استضافتها الأرجنتين، وذلك إثر خسارته بضربات الترجيح أمام الأوروغواي التي حملت اللقب فيما بعد.

وحمل سابيلا راية تدريب المنتخب الوطني في 15 مباراة رسمية وودية، حقق الفوز بـ 9 مناسبات مقابل خسارتين و3 تعادلات.

أجيال تبحث عن الإنجاز

 

منذ تتويج منتخبها بكأس العالم 1986، وحتى اليوم لا تكف جماهير التانغو عن تعليق الآمال على الأجيال التي اُنتدبت للمهمة الوطنية، والغريب أنه في كل مرة كانت تنجب الأرجنتين جيلاً ذهبياً - منذ كأس العالم 1990 في إيطاليا - كان هذا الجيل يخرج من البطولة الأهم في العالم بلا بصمة، وفي أغلب الأحيان من الباب الخلفي للمونديال، كما حدث في مونديال 2002 حين خرج المنتخب من دوري المجموعات، وفي جنوب أفريقيا 2010 حين تلقى منتخب دييغو مارادونا خسارةً مذلةً من نظيره الألماني (0-4) من الدور ربع النهائي.

ذهب بلا بريق

 

ولن نخوض في خيبات المنتخب في كؤوس العالم الأخيرة التي يصح تسميتها بعهود الذهب المُخبأ، إذ يكفي القول إن منتخب الأرجنتين لم يتخطَّ الدور ربع النهائي منذ حلوله ثانياً خلف ألمانيا عام 1990، ولم يحصل على أي لقب قاري أو عالمي منذ 19 عاماً.

وسلّم نجوم عِظام الراية لخلفائهم دون أن يتسلّموا الكأس الصفراء، ولا حتى اقتربوا منها، نعدد منهم ذكراً لا حصراً ( باتيستوتا، أورتيغا، كريسبو، زانيتي، سيميوني، أيالا، ريكليمي، فيرون، باليرمو...).

إضافة للاعبين المذكورين، أنجبت الأرجنتين ولا تزال نجومًا شباناً عُقدت عليهم الآمال في كأسي العالم الأخيرتين، فهل الجيل الحالي بما عجز عنه سلفه؟.

حتى في كوبا أميركا

 

ولم يقتصر فشل الأرجنتين منذ نحو ربع قرن على بطولات العالم، بل تكرر أيضاً في بطولة كوبا أميركا التي تحمل لقبها في 14 مناسبة وتحل ثانيةً خلف منتخب الأوروغواي (15) في عدد مرات الفوز، فلم تحرز لقب بطل القارة منذ عام 1993، وخسرت نهائيين متتاليين مع منتخب البرازيل بالذات عامي 2004 و2007.

ذلك ما يحمل ميسي القائد الجديد للمنتخب مسؤوليات كبيرة لإكمال التصفيات بهذا التوهج وسحب النجاح إلى مونديال البرازيل بعد أقل من عامين، خصوصاً أن الضغوط أصبحت أقوى.


آخر الأخبار